بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
شعار مؤسسة عبد الله عبد الغني للتواصل الحضاري
الدوحة - الشرق
تنطلق الحملة الخليجية السابعة عشرة "قربك يسعدهم" مساء بعد غد الخميس بمقر مؤسسة عبد الله عبدالغني للتواصل الحضاري "حضارة".
وكانت مؤسسة "ركاز" لتعزيز الأخلاق أعلنت عنوان الحملة خلال حفل توقيع اتفاقية الرعاية الحصرية من مؤسسة "حضارة" 12 يناير الماضي بالوكرة بحضور عدد من مسؤولي "حضارة" والحملة وعدد من مسؤولي المؤسسات الإنسانية والخيرية الإعلامية في قطر كما حضر حفل الاتفاق عدد من ممثلي الصحف الخليجية .
أهداف الحملة
وتهدف الحملة الخليجية إلى تعزيز التراحم الأسري، وتنفذ المؤسستان مجموعة من الفعاليات المصاحبة للحملة وقامت الجهتان بعمل الإعلانات الإلكترونية التشويقية واللوحات الإعلانية في أماكن مختلفة بدولة الكويت. ويشارك في فعاليات الانطلاق العديد من الطلاب البنين من المرحلتين الثانوية والجامعية ومن المراكز الشبابية والاجتماعية .
تربويون ودعاة بالحملة
ويشارك في الحملة مجموعة من الخبراء التربويين والدعاة والإعلاميين من بينهم الدكتور محمد العوضي ومنصور السالمي وسليمان الجبيلان ونايف الصحفي ود. عادل المطيرات وعبد الله البوعينين وصلاح اليافعي ود. عبدالرحمن الحرمي وعقيل الجناحي. وتتناول الحملة عددا من القضايا والمحاور من بينها "قصة سعد" المرئية التي بثت على اليوتيوب والتي شاهدها أكثر من 128 ألف مشاهد ومن بين القضايا موضوع "إعلان الخصام" و"الوصية" و"أعظم حق" و"البركة" وغيرها من العناوين .
مسابقة إلكترونية
وتتضمن الحملة مسابقة إلكترونية تفاعلية للجمهور عن مضمون الحملة بجوائز قيمة للفائزين تصل إلى 5000 دولار.
ومن ناحيته قال السيد سلمان بن عبد الله عبد الغني إن المؤسسة بإطلاقها ورعايتها الحملة تعنى بتعزيز القيم الأخلاقية وتكون قد اكتسبت ثوبًا بديعًا. ليس من عبق التاريخ فحسب بل منذ انطلاقتها ثم رسوخ أقدامها على الطريق وتميزها وإبداعها.
وأضاف "تنطلق حملة "ركاز" الـ 17 وتدور تفاصيلها حول الشباب، وقال إن الشراكة مع "ركاز" جاءت في وقتها المناسب ومكانها المناسب ومع أطرافها المناسبة. وتوجه آل عبدالغني بالشكر للمسؤولين عن حملة "ركاز" الإعلامية وتمنى لهم النجاح في مساعيهم.
التغييرات الاجتماعية حتمية
قال الدكتور محمد إبراهيم العوضي المشرف العام بمناسبة انطلاق الحملة بعد غد إن التحولات الاجتماعية التي حدثت في مجتمعاتنا الخليجية والعربية كبيرة جدًا بسبب الانتشار الواسع لوسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي الأمر الذي انعكس سلبًا على قطاعات الشباب من الجنسين. وقال في هذه الأثناء إن هذه التحولات حتمت تقديم طرح جديد في مواجهة التغيرات الاجتماعية وما عاد الطرح القديم التقليدي مجديا مع التحولات السريعة.
وأكد أن الأسرة القطرية لا تنفك عن التشابه والقرب من الأسرة الخليجية في التمسك بالعادات والتقاليد والأعراف القبلية، مبيناً أن بُعد الأعراف له ثقله فيها وهو ما ساعد على تماسك الأسرة القطرية رغم الانفتاح الحالي على التكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة وسرعة تدفق المعلومات.
حماية قيم الأسرة
وقال د. العوضي: "لا يمكن أن تنفك الأسرة القطرية عن الواقع العالمي والتحولات العالمية من خلال ما ذكرناه ألا وهو الانفتاح وسقوط الجدر ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة مطالباً الدول الخليجية بالمنع والفلترة للأفكار الغريبة التي تؤثر على مجتمعاتنا وذلك لحماية الأسر من تلك الأفكار الهدامة والمحافظة على القيم الموجودة".
وشدد العوضي على دور الأسرة في حياة الفرد وعلى أهمية التواصل والتلاحم الأسري محذرًا في الوقت نفسه أن تكون علاقاتنا مع الأسرة إبراء ذمة وليس إنجاز مهمة دون وجود تراحم أسري حقيقي ومودة حقيقية، مشيرًا إلى أن "ركاز" عرفت الأسرة بأن تكون أقرب الناس لأقرب الناس لك وأن تعرف أهلك أكثر معتبرا أن القرب المكاني وحده لا يصلح.
مؤسسة وقفية رائدة
وبين أن هذه المؤسسة الوقفية الرائدة "حضارة"، أثمرت ثمرات وأسهمت مساهمات بليغة وواضحة، وأن هذه الشراكة المبدعة والرائدة بين المؤسسة والحملة ستشمل عدة مجالات وبرامج وأنشطة منها خدمة القرآن الكريم والعمل الإنساني والخيري داخل وخارج قطر ودعم لا محدود لها من خلال برنامج يعده فريق عمل في "حضارة".
وشدد على أن التراحم الأسري صار ضرورة نظرًا لشبكات التواصل الاجتماعي إذ صار كل إنسان بفضل تكنولوجيا العصر يعيش في واقع واحد على الرغم من أن الناس تعيش في بيئة واحدة ومنزل واحد. وأشاد بموافقة مؤسسة "حضارة" على رعايتها لهذه الحملة مؤكدًا أن المؤسسة تقوم تمامًا بمسؤوليتها في المجتمع.
تحولات العصر الجديد
وعن تحولات العصر الجديد، أشار د. العوضي إلى التحول الذي يأخذ شكل قفزات لحقب تتكاثر في مراحلها الزمنية بسرعة مذهلة ففي الزمن الماضي كان كل 50 عاما حقبة، لكن الآن صار كل عام أو عامين حقبة مختلفة تمامًا في الثقافة والتكنولوجيا وحتى في طريقة التفكير، وأثر هذا التحول حتى على المجتمعات الغربية بسرعة التحول من القيم الموجودة هناك وهي قيم برجماتية علمانية.
وقال الدكتور العوضي إننا نعيش اليوم عصر التكنولوجيا المصحوب بالقلق. وأشار في هذه الأثناء إلى حقيقة وهي أننا كلما تحضرنا ازددنا قلقًا وتوترًا في حاضرنا ومستقبلنا. كما أن الإنسان انصرف من الشأن الخاص إلى الشأن العام وكان نتيجة ذلك، أن انهارت مؤسسة الأسرة وأول من تضرر من هذا الانهيار هم الأبناء، والسبب الثاني أن الحضارة ركزت على الماديات والآليات وتناست البشر فأصبح الواقع كله هو واقع السوق والتسويق والاقتصاد.
وحذر من أن الحضارة الغربية لا ثبات لها على حال وهي عكس حضارتنا العربية والإسلامية التي تحكمها القيم والأخلاق، وأضاف: "نحن ننطلق فوق الواقع لأن عندنا مرجعية ومن بينها التواصل والتراحم". ولفت في هذه الأثناء إلى الكتاب الذي ألفه المؤلف بوكنان "موت الغرب" الذي أشار فيه إلى الخسارة التي حدثت في الأسرة بسبب انهيار علاقة التراحم. وقال إنه مما يؤسف له أننا في الشرق صرنا صدى للحضارة الغربية بما فيها من برامج فصارت حياتنا جافة.
المصدر: بوابة الشروق
http://www.al-sharq.com/news/details/407615